06 - 10 - 2025

ضوء | أسئلة مشروعة

ضوء | أسئلة مشروعة

خطة السلام والحرب التي أطلقها ترامب، تدفعنا إلى التفكير في الكثير من الأسئلة:

لماذا التهديد والوعيد بالجحيم إذا لم تتم الموافقة على الخطة؟ وبعد موافقة حماس على الخطة، لماذا لم يتوقف الجحيم الحالي وحرب الإبادة على غزة؟

لأنه وبعد الإعلان عن الخطة، نرى الإبادة في كل لحظة تزداد سعيراً واشتعالاً، وتمتد لهيباً إلى كل شبر في الضفة، من القدس إلى رام الله حتى طولكرم والخليل.

فمتى يتوقف العدوان الصهيوني المتأمرك على شعبنا في فلسطين؟ هل سيحصل ترامب على جائزة السلام بسبب خطته؟ من مهزلة الأقدار وهزالة الجائزة أن يحصل ترامب عليها، ولا نستبعد حتى حصول النتن عليها مناصفة مع ترامب!

هل بهدف ترامب من خطته أن تتوقف الإبادة لكي يستلم جائزة نوبل ثم يعطي الضوء الأخضر مجدداً لاستكمال المجزرة؟ وإذا لم تكن الجائزة من نصيبه فهل سيصب جام غضبه مجددًا على الفلسطينين وكل العرب؟

كيف نأتمن على تنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه؟ فلا أحد يصدق النتن ياهو حتى الصهاينة أنفسهم.

وخبث الساسة الغرب والكيل بمكيالين بات واضحاً حتى للأعمى.

هل تضمن اتفاقية ترامب وقف الإبادة كلياً؟

هل تضمن انسحاب الصهاينة الكامل من غزة ؟

هل تضمن فك المستوطنات وإيقاف الاستيطان في الضفة؟

هل تضمن الخطة عدم عودة الصهاينة للقصف والذبح في غزة بعد تسلم الرهائن؟

هل تضمن خطة ترامب إقامة الدولة الفلسطينية؟ وأي دولة يريدون؟ وهل يوجد مستقبلاً أي دور للسلطة الفلسطينية؟ ومن هم التكنوقراط الذين سيتولون إدارة غزة؟ هل تضمن الخطة عدم التهجير للشعب الفلسطيني؟

هل تضمن حق العودة؟

هل تضمن فك الحصار الجائر على غزة والمستمر منذ حوالي ٢٠ عاماً؟

هل جاءت الخطة على ذكر تحمل الكيان الصهيوني المسئولية عن جرائمه الشنيعة تجاه المدنيين في غزة؟

هل ستنضم المزيد من الدولة العربية إلى قائمة الدول المطبّعة بعد نجاح الخطة؟

هل ستضمن الخطة وقف سياسة الاغتيالات من قبل الموساد بحق القيادات الفلسطينية؟ وعدم ملاحقة عناصر المقاومة في كل مكان؟

بل هل تضمن عدم اغتيال الموساد لكل الشرفاء في العالم؟

حيث نلاحظ أن كل الاغتيالات التي حدثت مؤخراً في بعض الدول الغربية الكبرى المؤثرة قراراتها في مجلس الأمن، تظهر بصمات الموساد واضحة فيها، من اغتيال تشارلي كيرلي في أمريكا، بسبب تغير مواقفه تجاه فلسطين، واغتيال سفير جنوب أفريقيا في فرنسا، بسبب موقف جنوب أفريقيا المشرّف من فلسطين، وحتى الهجوم على كنيس يهودي في بريطانيا وقتل اثنان من اليهود المناصرين للشعب الفلسطيني.

كل هذه الاغتيالات لا يتم الإعلان بشكل واضح عن مجريات التحقيق فيها ولا عن هوية القتلة، ولا تقديم الأدلة القاطعة على مرتكب الجريمة.

والقاعدة تقول: أعرف من المستفيد تعرف من الفاعل. ونحن نرى أن أغلب الاغتيالات في الغرب تستهدف المناصرين للشعب الفلسطيني، وتحدث من أجل تغيير الرأي العام في تلك الدول.

وعندما تتوقف حرب الإبادة، هل يكون السجن بانتظار النتن ياهو وأعوانه؟

هل تضمن الخطة فعلاً السلام المنشود ؟

وماذا يقصد ترامب بتحقيق السلام المنشود بعد ٣ آلاف عام؟ هل يقصد منذ عهد النبي موسى وحتى الآن؟ منذ أن هام اليهود وتشتتوا في الصحراء؟ وما دور بلير بالضبط في الخطة؟ هل كدور التاجر اليهودي شايلوك في تاجر البندقية؟ هل ستؤدي  الخطة إلى إقامة المنتجع العالمي الذي أعلن عنه ترامب على أرض غزة؟ وهل ستكون القصور المطلة على بحر غزة من نصيب الصف الأول لقيادات جيش العدو الصهيوني؟ والثروات الكامنة من الغاز الطبيعي في غزة يا تُرى ستكون من نصيب من؟

ويا تُرى مليارات الدولارات التي ستتقاطر عليهم بهدف الإعمار ستكون من نصيب من؟

وهل تدرك الأنظمة العربية الوضع الذي سيؤول إليه وجودهم ودولهم وشعبهم؟
---------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | أسئلة مشروعة